الحياء المحمدي الحياء خلق فاضل فاقده لا خير فيه إذ هو من الإيمان وهو خير كله وحقيقته :
أنه تغير يسببه الخوف مما يكره قوله وفعله أو يذم عليه ويظهر أثره في احمرار الوجه
وترك ما يخشى معه الذم والملامة وهو في المرأة بمنزلة الشجاعة في الرجل
ومع هذا هو خلق فاضل وكريم قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
(( الحياء من الإيمان )) (( الحياء كله خير )) (( والحياء لا يأتي إلا بخير ))
(( والحياء شعبة من الإيمان )) في أحاديث صحاح
ومن مظاهر الحياء المحمدي الذي يتجلى فيها بوضوح :
· قوله تعالى (( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق))الأحزاب آية 53 فهذه شهادة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالحياء وكفى بها شهادة
· رواية الشيخين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيها قال : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أشد حياء من البكر في خدرها وكان إذا كره شيء عرفناه في وجهه
· قول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن أحد فيما يكره
لم يقل ما بال فلان يقول كذا ولكن يقول (( ما بال أقوام يصنعون كذا أو يقولون كذا))
ينهى ولا يسمي فاعله
· قول أنس رضي الله عنه في رواية أبي داود قال : دخل رجل على النبي صلى الله عليه
وسلم به صفرة فلم يقل له شيئا وكان لا يواجه احد بمكروه فلما خرج قال (( لو قلتم له
يغسل هذا )) أي أثر الصفرة في الثوب
· رواية البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو
ويصفح وهذا وصفه في التوراة أيضا كما رواه عبدالله بن سلام رضي الله عنه
· وكان صلى الله عليه وسلم من شدة حيائه لا يثبت بصره في وجه احد ويكني عما اضطره من الكلام إليه مما يكره ولا يصرح
· قول عائشة رضي الله عنها (( ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رأى مني )) أي من العورة
· كانت هذه مظاهر حيائه صلى الله عليه وسلم وشواهده وفيها كفاية لمن أراد أن يتأسى به صلى الله عليه وسلم في حيائه وفي سائر أخلاقه .